أنباء
الجامعة
الجامعة تعقد حفلة للترحيب بالضيف الكريم
إعداد :
الشيخ شوكت علي القاسمي البستوي ، أستاذ بالجامعة
يوم الخميس: 7/5/1431هـ الموافق: 22/4/2010م شرّف
الجامعة بمقدمه السعيد فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله العمّار/ حفظه
الله، وكيل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالمملكة العربية السعودية، مع الوفد
المرافق لفضيلته المكون من الدكتور سعود بن عبد العزيز الشويهين و الشيخ أحمد بن
علي الرومي/ المستشار الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بدهلي الجديدة وقد
صاحب الضيوف الأجلاء في رحلتهم هذه من دهلي إلى ديوبند بالسيارة فضيلة الشيخ
الجليل نور عالم خليل الأميني حفظه الله أستاذ الأدب العربي بالجامعة ورئيس تحرير
مجلتها "الداعي" الشهرية، وكاتب السطور شوكت علي القاسمي البستوي.
استقبل الضيوف الأجلاء في دار الضيافة
الجامعية لدى وصولهم الساعة الواحدة والربع ظهرًا، فضيلة الشيخ عبد الخالق
المدراسي وفضيلة الشيخ عبد الخالق السنبهلي نائبا رئيس الجامعة، وفضيلة الشيخ
السيد أرشد المدني وفضيلة الشيخ نعمة الله الأعظمي أساتذة الحديث الشريف بالجامعة
وفضيلة الشيخ مجيب الله الغوندوي مدير شؤون التعليم بها والأساتذة الآخرون من
بينهم فضيلة الأستاذ محمد يوسف التاولوي والأستاذ محمد نسيم الباره بنكوي،
والأستاذ محمد سلمان البنجوري والأستاذ محمد ساجد الهردوئي.
وإنه لمن المؤسف أنه لم يتمكن فضيلة رئيس
الجامعة الشيخ مرغوب الرحمن حفظه الله من حضور هذه المناسبة لمرضه وعوارضه
المتكاثرة الناشئة عن شيخوخته؛ حيث كان في وطنه الكائن بمدينة "بجنور" إحدى مدن
غربيّ ولاية "يوبي".
وبعد صلاة الظهر مباشرة في الساعة الثالثة
والربع عقدت حفلة التحية والترحيب في قاعة الحديث الشريف التاريخية استهلّها
المقرئ الأستاذ محمد آفتاب الأمروهوي بتلاوة أي من الذكر الحكيم، وتلاه مدير الحفل
شوكت علي البستوي القاسمي أستاذ التفسير والأدب العربي ومدير عام رابطة المدارس
والجامعات الإسلامية لعموم الهند. فألقى كلمة موجزة رحب فيها بالضيوف الأجلاء
وعرّف بتاريخ الجامعة وخدماتها ومنجزاتها. قال فيها:
أحمد الله جل وعلا على أنه أتاح لنا هذه
الفرصة السعيدة الغالية إذ نرحب في رحاب هذه الجامعة التأريخية العريقة فضيلة الدكتور
عبد العزيز بن عبد الله العمار حفظه الله ورعاه، وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية
والأوقاف بالمملكة السعودية الغراء والوفد الكريم المرافق له، ترحيبًا حارًّا من
أعماق القلوب وصميم الفؤاد.
إن هذه الجامعة التي تعقد حفلة التحية
والترحيب والتكريم على شرفكم تُدعى "أزهرَ الهند" وأم المدارس والجامعات في شبه القارة الهندية تخدم
الإسلام والمسلمين والعلوم الإسلامية منذ قرن ونصف.
لمّا سيطر الإنجليز على الهند وقضوا على
الحكومة المغولية الإسلامية وخيّم على المسلمين اليأسُ والقنوطُ وصادر الأعداءُ
أوقافهم وعطلوا المدارس الإسلامية وبذلوا جهودهم المكثفة لتكرار قضية إسبانيا في
الهند وتحويل الهند دولة مسيحية، فوفق الله نخبة ممتازة من علماء المسلمين
وأسلافهم وعلى رأسهم حجة الإسلام العلامة محمد قاسم النانوتوي والإمام الرباني
المحدث رشيد أحمد الكنكوهي ورفقاؤهم ففكروا في اتّخاذ السبل لصيانة الإسلام
والمسلمين والعلوم الإسلامية في شبه القارة الهندية.
فأقاموا هذه الجامعة عام 1283هـ.
وان من أهم أهداف الجامعة وميزاتها:
1 – تعليم علوم الكتاب والسنة بأوسع معانيه.
2 – تخريج علماء أكفاء ودعاة مخلصين يعملون
في حقل الدين والتعليم والدعوة والإرشاد.
3 – مكافحة البدع والخرافات ومقاومة الحركات
الهدامة.
4 – الاعتدال والوسطية في فهم الكتاب والسنة
وشرحهما والدعوة إليهما.
5 – نشر العقيدة الصافية النابعة منذ نصوص
الكتاب والسنة.
لقد قدّر الله لهذه الجامعة من القبول
والشعبية ما لم تحظ به أيُّ مدرسة أو جامعة في شبه القارة الهندية.
فقد زار الجامعة عام 1330هـ الشيخ العلامة
رشيد رضا المصري رحمه الله فكتب انطاباعاته في مجلته المشهورة: المنار
"ما قرت عيني بشيء في الهند بمثل ما قرت برؤية جامعة
دارالعلوم بديوبند ولا سررت بشيء هناك كسروري بها . ولو لم أَرَها لرجعتُ من الهند
حزينًا".
وزار الجامعة كذلك سماحة الشيخ محمد بن عبد
الله السبيل رئيس شؤون الحرمين الشريفين عام 1408هـ فقال:
"هل هناك عالم لايعرف هذه الجامعة الإسلامية في ديوبند
لقد طفتُ كثيرًا من البلاد فشاهدت مدارس ودورًا للعلم أقامها من تخرج في هذه
الجامعة فهذه دور للعلم في بنجلة ديش، وفي باكستان وفي ماليزيا نابعة من هنا، بل
وفي بريطانيا الجامعات الديوبندية حضرناها" .
وقد زار الجامعة الشيخ محمد محمود صيّام إمام
المسجد الأقصى سابقًا فقال:
"ان العلماء الذين زارو الجامعة فذلك كان واجبهم؛ لأن
العالم الذي يزور الهند من خارجها ولايزور هذه الجامعة فماذا يزور" .
وختامًا أيها السادة الأفاضل: إن من أهم
وأبرز ميزات الجامعة أنها جعلت نصب عينها مكافحةَ البدع والخرافات والأفكار
والمعتقدات الضالة التي لاتمتّ إلى الإسلام بصلة ما والتي سرت ودبّت إلى المجتمع
المسلم بسبب اختلاطهم مع الكفار والوثنيين الهندوس. فشنَّ علماء الجامعة الحرب
ضدّها وأنشأوا حركة إصلاحية ودعوية وجنبوا الشعب المسلم هذه البدع والخرافات
والعبادات الإسلامية. ونجحوا في أهدافهم، والحمد لله، حتى إن المبتدعين والقبوريين
ضاقوا بهم ذرعًا ولقبوا علماء ديوبند بالوهابيين لما وجدوا فيهم من علامة وتشابه
عقدي وعملي بالداعية الإسلامي والمصلح الديني محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله
رحمة واسعة، فنهض علماء ديوبند ونشروا رساله الجامعة إلى أكناف القارة الهندية
ونشر وأقاموا لتحقيق أهدافهم شبكات من المدارس والجامعات الأهلية.
شعبان 1431 هـ = يوليو - أغسطس
2010م ، العدد : 8 ، السنة : 34